أَنْ تَكُونَ قَوِيًّا جَسَدِيًّا! | اللُّــغَــوِيّــــ
اللَّهُمَّ ارْفَعِ البَلَاءَ عَنْ غَزَّةَ 🇵🇸 🤲🏻

اللُّــغَــوِيّــــ

((إنَّ التأليف على سبعةِ أقسام، لا يؤلِّف عالمٌ عاقلٌ إلا فيها -وذكر منها-: ٠٠٠أو شيء متفرّق يجمعه، أو شيء مختلط يُرتبه)) متابعة وتواصل: 📢 تيليجرام 📺 يوتيوب 🐦 إكس (تويتر) ✉️ البريد الإلكتروني



أن تكون قويًا جسديًا!

من الصعب نسيان اليوم الذي اضطررنا فيه لأخذ عمتي إلى مستشفى حكومي محلي. كان بعض العمال في إضراب، يحتجون على أجورهم ومستحقات العطلات.

في ذلك المساء، طُلب مني نقل عمتي - التي كانت في غيبوبة - إلى الطابق السفلي لإجراء فحص CT للدماغ. كانت فاقدة للوعي، مستلقية على نقالة معدنية ثقيلة، وكنت أنا الوحيد المسؤول عن نقلها إلى قسم الأشعة.

أمسكت بمقابض النقالة وبدأت بدفعها. كانت النقالة ثقيلة جدًا وشبه مستحيلة التحكم بها. مع كل خطوة، كانت معصمي يؤلماني، والأرضيات غير المستوية في المستشفى جعلت الرحلة أكثر خطورة.

في أي لحظة، كنت أخشى أن تنقلب النقالة مما قد يتسبب في سقوط عمتي على الأرض. كان قلبي يخفق خوفًا وإحباطًا. “من فضلكم، هل من مساعدة؟!” توسلت إلى العمال الذين مررت بهم، لكنهم نظروا إلي فقط وهزوا رؤوسهم بتعابير محرجة. “نحن في إضراب” قالوا، وكأن ذلك يبرر تقصيرهم في مساعدة مرضى يحاربون من أجل حياتهم.

شعرت بالغضب والعجز. كيف يمكنهم الوقوف هناك، يشاهدونني وأنا أعاني للحفاظ على توازن النقالة؟ ومع ذلك، بدا أن احتجاجهم أكثر أهمية.

في تلك الليلة، فهمت المعنى الحقيقي للقوة والصلابة. لم يكن الأمر يتعلق بالفوز في المسابقات أو المظهر الجيد؛ بل كان - بفضل الله تعالى - أن تمتلك القدرة الجسدية والعقلية لرعاية من يعتمدون عليك بعد الله تعالى.

لا أتذكر بالضبط ما قلته، لكنه كان شيئًا مثل: “ألا يريد أحد المال؟ سأدفع!!!” ومع ذلك لم يرفضوا المال فقط - بل رفضوا المساعدة تمامًا، موضحين موقفهم لإدارة المستشفى. كانت الرسالة واضحة: لن يعملوا خلال عطلاتهم، بغض النظر عن الظروف.

في النهاية، ساعدني أحدهم. عندما وصلت أخيرًا إلى غرفة الفحص، منهكًا ومرعوبًا، تمنيت لو كنت أقوى وأكثر قدرة.

اللهم لا قوة ولا حول إلا بك. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.