أن تكون قويًا جسديًا!
من الصعب أن أنسى اليوم الذي اضطررنا فيه إلى أخذ عمّتي إلى مستشفى حكومي محلّي. كان بعض العمّال في إضراب، يحتجّون على أجورهم وتعويضات عطلاتهم.
في ذلك المساء، طُلب مني أن أنقل عمّتي، التي كانت في غيبوبة، إلى الطابق السفلي لإجراء تصوير طبقي دماغي. كانت فاقدة الوعي، ممدّدة على نقالة معدنية ثقيلة، وكنت المسؤول الوحيد عن إيصالها إلى قسم الأشعة.
أمسكت بمقابض النقالة وبدأت أدفعها. كانت النقالة ثقيلة للغاية وصعبة التحكم. ومع كل خطوة، كانت معصماي يؤلمانني، وأرضيات المستشفى غير المستوية جعلت الرحلة أكثر خطورة.
في أي لحظة، كنت أخشى أن تنقلب النقالة، فتهوي عمّتي إلى الأرض. كان قلبي يخفق خوفًا وإحباطًا. «أرجوكم، ساعدوني!» توسّلت إلى العمّال الذين مررت بهم، لكنهم كانوا يكتفون بالنظر إليّ وهزّ رؤوسهم بتعابير محرجة. قالوا: «نحن في إضراب.» وكأن ذلك يبرّر تخلّيهم عن مسؤولياتهم تجاه مرضى يصارعون من أجل حياتهم.
شعرت بالغضب والعجز في آن واحد. كيف يمكنهم أن يقفوا هكذا، يراقبونني وأنا أكافح لأُبقي النقالة متوازنة؟ ومع ذلك، بدا أنّ احتجاجهم أهم عندهم.
في تلك الليلة، أدركت المعنى الحقيقي للقوّة والصبر. لم يكن الأمر متعلقًا بالفوز في المسابقات أو بالمظهر الجسدي؛ بل كان — بفضل الله سبحانه — يتعلّق بالقدرة الجسدية والنفسية على رعاية من يعتمدون عليك بعد الله سبحانه.
لا أتذكّر بالضبط ما قلته، لكنه كان شيئًا مثل: «ألا يريد أحد مالًا؟ سأدفع!!!» ومع ذلك، لم يرفضوا المال فحسب، بل رفضوا المساعدة تمامًا، مبيّنين موقفهم للإدارة بوضوح. الرسالة كانت لا لبس فيها: لن يعملوا خلال عطلاتهم، مهما كانت الظروف.
وفي النهاية، ساعدني أحدهم. وعندما وصلت أخيرًا إلى غرفة التصوير، مرهقًا ومذعورًا، تمنّيت لو كنت أقوى وأكثر قدرة.
اللهم لا حول ولا قوّة إلا بك. اللهم أعفنا من الحاجة إلى أحد سواك. وصلّى الله وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.